النحلة ... قصة قصيرة للكاتبة نوال حلاوة

07/05/2014 11:11
 
"النحلة" قصة قصيرة
الكاتبة : نوال حلاوة
كانت تتمتع باسترخاء تام بعد زوال حرارة الشمس الحارقة.. أخذ جسدها يستيقظ بعض الشيء بعد نوم طويل منذ عودتها من عملها فجر هذا الصباح. انزلقت بهدوء الى المسبح الذي كان يودع عائلة مع أطفالها.. أصبح لها لا يشاركها أحد. أخذت تتلذذ بطرطشة الماء ونعومته.. دفئه بداية فصل الشتاء الذي تبصبح درجة حرارته منعشه.. تهدأ عواصف الطبيعة المدمرة في فلوريدا.. ولكن خوفها على مدينتها التي ستغرق يوما في المحيط. أخذت تسبح باسترخاء تام حتى تستعد لعملها الليلي.. استرخت بالهدوء .. والنسيم الودود خاصة بعد أن بدأت الشمس بالزوال تدريجيا.. يتخلل بين الغيوم زخات من أشعتها الذهبية تغمر جسدها مما تسترخي تماما وتركيز على السباحة لتستعيد طاقتها ويقظة ذهنها. كانت تسبح بانسجام وزقزقة عصافير قبل أن تهجع الى أوكارها على الشجر المحيط بالمسبح.. أغمضت عينيها وارخت عضلاتها بدفء الماء.. فجأه سمعت أزيز نحله تنازع... نظرت حولها فشاهدت نحلة صغيرة مقلوبة على تتنفس بصعوبة .. تتخبط بجناحيها الرقيقين باستماته. رغم خوفها من النحل وتحذير الأطباء لها منه بعد أن تأكدوا بأن لديها حساسية مفرطة من لدغ النحل.. وصفوا لها دواء عبارة عن حفنه تشتريها كل شهر من الصيدلية تحقن بها نفسها اذا لدغتها نحلة.. حرصت على ذلك لأشهر ثم لم تعد تهتم بعد مرور سنوات.. هبت لإنقاذ النحلة بحرص ألا تمسها.. كورت كفيها تدفع بقوة الماء باتجاه قناة رفيعة تحيط بالمسبح البيضاوي الشكل.. وبعد جهد تسربت النحلة بسلام.. تنفست الصعداء.. وعادت الى الإسترخاء ثانية.. أخذت تحرك أطرافها تهدأ من إنفعالها بعد أن شاهدت النحلة تخرج من القناة ففرحت لنجاتها. النحلة اللعينة دارت ثم إستدارت وحطت عليها.. رفستها بهلع بدفعات جسدها بالماء حتى تبعدها عنها.. إختفت النحلة.. وقررت هيلينا النجاة بنفسها. وضعت قدمها على أول درجة .. لكن النحلة اللعينة دارت ثم استدارت وداهمتها ولدغتها في رأسها ورقبتها وكتفيها بسرعة البرق.. اختفت بعد ان أنهت مهمتها. بدأ جسد هيلينا يتورم بسرعة كبيرة.. ضعفت مقاومتها بعد أن تغلغل سم النحلة في دمها وسبب لها حساسية شديده. وعندما وصلت الى المستشفى الذي تعمل به..هبوا لإنقاذها.. كانت قد فقدت القدرة على المقاومة.. بعد انتفخ جسدها.. وثقل نفسها.. واستسلمت لقدرها بعد أن إنتشر السم في جسدها.. بذل اطباء الطوارئ محاولات رهيبة لإنقاذها.. فتحت عينيها بقوة بعد ان صفعتهما عاصفة مطرية هوجاء.. أيقظتها من غفوتها الهانئة.
نوال حلاوه 
فلوريدا، إبريل 2014