حراك أدبى فى اليمن بعدما طغى الواقع السياسى على الواقع الشعرى والابداعى

10/03/2014 20:08

ملتقى الإبداع الشعري.. إبداع بحجم المدى

الملتقى الادبي الاول

في الآونة الأخيرة خفت الحركة الثقافية والأدبية على الساحة اليمنية وبشكل كبير جداً وخف وهج الشعر وألقه لصالح الحركة السياسية التي طغت على اهتمام كافة الأوساط سواء الثقافية أو الأدبية أو السياسية, وفي خضم هذا الواقع المليء بالإخفاقات ظهر ضوء بدد عتمة المشهد الأدبي والثقافي وذلك متمثلاً في إقامة الملتقى الإبداعي الأول والذي أقامته مؤسسة الإبداع في صنعاء ويضم 50 شاعراً وشاعرة من كافة محافظات الجمهورية اتفقوا على نغم الحرف وشدو الكلمة رفيف المعاني الجزلة، ويكفيه فخراً أنه استطاع أن يجمع شتات الأرواح الحائرة على حب الكلمة النقية وعلى تذوق نكهة الحرف الشجي في حين عجزت كل السياسات أن تجبر تكسرات التشظي.. وقد كان لي شرف المشاركة في هذا الملتقى الإبداعي الشعري الأول وارتأيت إلا أن أستطلع آراء الشعراء والشاعرات والقائمين على هذا الملتقى وكانت الحصيلة ما يلي:

الارتقاء بالمواهب

البداية كانت مع الراعي الرسمي لهذا الملتقى الدكتور عبدالولي الشميري والذى قال: بداية أود أن أقول إن مؤسسة الإبداع هي مؤسستكم ومؤسسة كل مبدع لديه روح الإبداع والارتقاء بالشعر والأدب وهدفنا من هذا الملتقى الإبداعي الشعري الأول هو الارتقاء بالمواهب، وإبراز الوجه المشرق للجيل المثقف ولهذا تم تحديد 50 مشاركاً ومشاركة شاعراً وشاعرة من جميع محافظات الجمهورية للاشتراك في هذا الملتقى ولولاه ما كنا لنعرفها أبداً.

ومن أهداف هذا الملتقى أيضاً مد جسور التواصل بين المبدعين للارتقاء بالذائقة البشرية بين الإنسان وهذا يكون بالشعر وجماليات اللغة بكل أشكالها وأصنافها.

وضع أدبي بائس

وعن انطباعها عن الملتقى أجابتني ألطاف الأهدل – كاتبة صحفية وشاعرة مشاركة.. بقولها: المنتديات الثقافية من الفعاليات الثقافية التي نفتقدها في الجمهورية اليمنية بشكل عام لأنه وحتى اللحظة لا توجد ملتقيات ثقافية تحتضن أطياف الأدب اليمني كما ينبغي فكل ما نجده بعض المطبوعات والقليل من المنتديات التي لا تمارس وظيفتها الأدبية بشكل مقبول ، والحقيقة أن ما وجدناه من مواضيع متعددة وإشارات متفرقة لأنماط الأدب العربي بشكل عام والنسق الخاص للشعر اليمني يبشر بخير وذلك من خلال كوكبة من الشعراء والشاعرات الذين قدموا أفضل ما لديهم ودعمتهم مؤسسة الإبداع بالمادة الخام للشعر على أساس أن يكون القادم أفضل.

مبادرة لافتة

أما رئيس النشاط الشعري في ملتقى الإبداع الأول للشعراء الشباب الشاعر الحارث بن الفضل فقال: حقق الملتقى الأول للشعراء الشباب نجاحاً كبيراً خلال الفترة التي انعقد فيها من1 – 6 مارس 2014 هذه المبادرة التي قام بها د. عبدالولي الشميري وعلى نفقته الخاصة مبادرة كبيرة في مجال الشعر والإبداع حققت نجاحاً لافتاً جمعت الشعراء من أغلب محافظات الجمهورية الذين لم تسلط عليهم الأضواء، وظل المشهد الثقافي على مجموعة معينة فقط وهنا لم شتات القصيدة اليمنية، وسلط الضوء على شعراء لم تسلط عليهم فحضر الشباب من مناطق نائية وهم قامات شعرية سامقة تتجاوز بمراحل المتواجدين على الساحة الأدبية، وأحياناً لا تستحق حتى عدسات الكاميرا التي توجه إليها، وهؤلاء الشباب فيهم من المواهب العملاقة ومن هذا الملتقى سيكون لهم نقطة انطلاق حقيقية لهم إلى المستقبل، وهذا نجاح أشاد به من أشاد وهناك من نظر إليه نظرة أخرى ولكن في كل الأحوال فإن هذا الملتقى حقق في أسبوع ما لم يحققه المشهد الثقافي الراكد لسنوات..

وكان لي لقاء مع عواطف الباروتي – شاعرة مشاركة والتي تحدثت بالقول: تعتبر هذه أول مشاركة شعرية لي ولحسن الحظ أنها كانت ممتازة جداً من الناحية المعلوماتية والإدارية والتنظيمية وأتقدم بالشكر للدكتور عبدالولي الشميري على إقامة مثل هذه الفعالية والفريق التابع لمؤسسة الإبداع ونتمنى إلا تكون المشاركة الأولى والأخيرة، وتكون على مستوى المحافظات وخارجياً أيضاً لتظهر الإبداع الشعري وغيره من إبداعات على المستوى المحلي والخارجي.

إبداع

أما الشاعر عبدالوهاب الديلمي – محافظة المحويت.. فيقول: طبعاً الدورة كانت فعلاً تحمل اسماً على مسمى وتحمل بالفعل إبداعاً بكل معنى الكلمة وكانت الفائدة كبيرة جداً بالنسبة لنا منها أن يحمل الشاعر رؤية عصرية لقضية الشعر، وما يحمل من رسالة وكيف يبنى على أسس صحيحة من وزن وعروض وقافية وموسيقى وأيضا تعرفنا على مبدعين بكل الكلمة.

استفادة

فتحية المعبوش – حجة من جانبها قالت: الملتقى رائع ويكفي أنه جمع بيننا، استفدت منه عروضياً ونحوياً وثقافياً زاد من معلوماتنا ومهاراتنا الكثير وذلك يفيد تجربتنا الشعرية المستقبلية وينميها أكثر وينضجها أكثر, لم يصل أحد إلى هنا إلا وهو شاعر، وأتمنى إن تتكرر هذه الفعاليات ولو الأمر بيدي لجعلتها كل شهر كي ننعش الواقع الثقافي الراكد في بلادنا…

تبني المواهب

إسماعيل مخاوي- شاعر وناقد-الحديدة قال: يهدف ملتقى الإبداع الشعري الأول إلى تبني المواهب القادمة في الشعر وغيره ورعاية المبدعين وتوجيههم وتقييمهم لتصنع منعهم شعراء مميزين وهم كذلك فعلاً، وهم سعداء لأنهم لم يجدوا من قبل ورش عمل أو دورات تفيدهم في المجال الشعري وتعتني بهم وتسعى إلى تثقيفهم وتقديمهم إلى الوسط الثقافي في أتم وابهى حالاتهم الإبداعية، ومن خلال ما تم في الملتقى من محاضرات وندوات وأمسيات شعرية ونقد للتجارب التي قُدمت استطاع الشعراء والشاعرات أن يجدوا انفسهم عارفين بما يجب أن يلموا به من متطلبات وأسس الشعر, فالشاعر ليس مجرد إحساس فقط هو أدوات أيضاً إذا أجاد أدواته واستطاع أن يتملكها ويوظفها التوظيف المناسب قدم نفسه شاعراً أصيلاً مبدعاً وهذا ما يهدف إليه ملتقى الإبداع الشعري الأول، ونتمنى أن تكون هناك ملتقيات شعرية أكثر مستقبلاً كي تخدم هذه المواهب العملاقة التي فاقت حدود الوصف والجمال والأداء الراقي لأننا للأسف نفتقر في واقعنا الثقافي إلى مثل هذه الأنشطة، ومن أجل ذلك يظل الكثير من المبدعين والمبدعات إما بعيداً عن الضوء أو الخوف من الفشل نتيجة عدم توجيههم بما يتطلب منهم، فشكراً للمبدعين الشباب أنهم تشجعوا وحضروا وكسروا حاجز خوفهم وهم فعلاً يستحقون لقب شعراء لأني باعتباري ناقداً فأنا سعيد جداً لأني سمعت شعراً من تجارب تبشر بمستقبل رائع يقول لنا حاضره إنه مازال لدينا شعر وشعراء.. 

ثمار

أما الشاعرة سبأ العواضي مشاركة فقالت: أنا أعرف هذه المؤسسة منذ الصغر أتيت إليها أول مرة في سن الطفولة وكانت لي محاولات شعرية طفولية طبعاً وعرضتها على الدكتور الذي شجعني ومرت السنوات وها أنذا أعود إليها عبر هذا الملتقى الإبداعي الشعري وأصبح احد مشاركيها وباسمي وباسم كل المشاركين اشكر مؤسسة الإبداع ممثلة بالدكتور عبدالولي الشميري على كل الجهود التي يبذلونها من أجل أن يرتقوا بالثقافة والأدب فما نحن إلا شتلة وهذه الشتلة تحتاج إلي الماء والرعاية كي تكون ثمرة يانعة تفيد الجميع وشكراً لكل من دعمنا وشد على أيدينا وقد استفدت من هذا الملتقى الشعري استفادة كبيرة فقد كنت أشعر أن في شعري بعضاً من النواقص، فاستطعت أن اكمل هذه النواقص عن طريق المحاضرات التي كانت تلقى علينا خلال الملتقى..

استفادة

فيما الشاعر أحمد عطا شاعر مشارك- الحديدة قال: الملتقى كان هو ما ينقصنا كي نكتمل شعرياً وبالفعل حيث أتاني الشاعر الحارث بن الفضل شعرت بشيء من الفرح، ولكن لم أكن أعرف أنه سيكون بهذه الروعة وهؤلاء الكوكبة من الشعراء المبدعين ولي الفخر أن أكون من ضمنهم وضمن حروفهم الشامخة، وبالنسبة لما كان يقدم لنا من محاضرات تختص بالشعر وبالنحو وغيره كانت رائعة جداً وغاية في المنفعة وأتمنى من أخواني وزملائي الاستفادة وعدم التوقف عند هذا الملتقى بل الاستمرار في البحث وتطوير أنفسهم لكي يصبحوا من أوائل شعراء العالم العربي ونشكر القائمين على هذا الملتقى وعلى رأسهم جامع هذه الكوكبة الرائعة من الشعراء والشاعرات الدكتور عبدالولي الشميري ومرشد الحرف الأستاذ إسماعيل مخاوي. 

إضافة مهارات

بشرى الغيلي- شاعرة-حجة قالت: الملتقى أضاف لنا الشيء الكثير وما يميزه أنه جمع كوكبة من كل محافظات اليمن وجمع المغمورين من الشعراء والشاعرات كذلك، وأضاف لنا معلومات ومهارات كثيرة فيما يخص الشعر والأدب المحاضرات أيضاً والأمسيات والمهارات التي يجب أن يلم بها كل شاعر وشاعرة.

جهد فردي

من جانبه الشاعر ياسين البكاري – مشارك قال: ملتقى الإبداع الشعري الأول هو ملتقى أدبي برعاية مؤسسية يضم 50 شاعراً واستهدف مجموعة من المبدعين والمبدعات الشباب لصقل الموهبة، وأعتقد أنه يعكس الجانب السيكولوجي ومعارف كثيرة قد يغطي لمدة أسبوع حصيلة قراءة عشرة كتب بالنسبة للمعرفة للمعلومة ونشكر الدكتور عبدالولي الشميري على هذا الجهد الفردي للنهوض بالحركة الشعرية في ظل غياب دور الدولة بشكل عام ووزارة الثقافة، أيضاً وله دور في تحريك المشهد الثقافي واستهدافه للشباب بشكل خاص.

خطوة نوعية

وقال عبدالغني المقرمي- شاعر وأحد أساتذة الملتقى: يمثل الملتقى في حد ذاته خطوة نوعية في سبيل تحريك المشهد الثقافي عن طريق جمع كوكبة من المبدعات والمبدعين في برنامج تدريبي يحتفي بالقصيدة منا جهة ويعيد التذكير بأدواتها، من جهة أخرى من لغة ونقد وعروض وهي خطوة نتمنى أن تتبعها خطوات وأن تصير مثل هذه الملتقيات مجالاً للتنافس بين مختلف المؤسسات المعنية بالشأن الثقافي.

ومع القائمين على الملتقى كان لي لقاء مع أسيا رفعان منسقة الملتقى والتي قالت: سعيدة بلقائي بصحيفة الجمهورية ..وهذا الملتقى كان عبارة عن التقاء للشعر وللكلمة الراقية وللشعر الحقيقي الذي لمسناه من لكثير من المبدعين والمبدعات الذين شاركوا في هذا الملتقى والمميز في هذا الملتقى الشعري الأول هو سماعنا لأصوات شعرية جديدة مبدعة لفتيات وشعراء قادمين من المدن والأرياف، بالإضافة إلى أن الملتقى لم يكتف فقط بالأصوات الجديدة بل جمع كل من لديه الموهبة حتى المتمرسين على الشعر والهدف منه التعرف على الشعراء المبدعين والأخذ بيد كل من لديه الموهبة ولا يجد من يرعى موهبته وان يُسمع صوته، فالأمسيات الشعرية الساحرة التي تقام وتلقى مساء تعطينا مساحة من الجمال والهدوء غير عادية، خاصة وأنها تتميز بوجود مستمعين شعراء وملقين شعراء يضفي عليها هالة من الشعر والجمال.

في خاتمة هذه الكلمات لا حديث يعلو على حديث الشعر والنغمات, وحينما يتربع عرش البوح تخرس في حضرته كل التمتمات.. غير أن ما يجب أن نذكره هو أن في بلادنا درراً شعرية وإبداعية لا ينقصها الإبداع ولا يخذلها الشعر أبداً غير أن ما ينقصها وتحتاج إليه هو ضرورة التفات المعنيين والمهتمين بالمشهد الثقافي لهذا الإبداع الجم المخبوء دونما اهتمام أو عناية، لعل هذه الخطوة التي إقامتها مؤسسة الإبداع تصبح فاتحة إبداع وهير للشعر وللشعراء وللإبداع بشكل عام..